الحمد لله

جامعة البليدة 2
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية
قسم علم النفس
تخصص القياس في علم النفس والتربية
الموضوع: مشروع تمهيدي لأطروحة الدكتوراه
للطالبةّ :بوراس ابتسام
                                         
مقدمة:   
اهتمت مختلف العلوم بمفهوم الجودة حيث اعتبرت الجودة هدف يسعى اليه الباحث عن النجاح في الجانب الاقتصادي مثلا ، فجودة المنتوج تؤدي بالضرورة إلى نجاح مسوقيه ، لكن علم النفس لا يعتبر كغيره من العلوم من حيث طبيعة المادة المدروسة ، فعلم النفس يهتم بدراسة الإنسان وتمكينه من تحقيق أعلى مستوى في جميع الجوانب الايجابية للحياة مثل مستوى السعادة والرضا عن الحياة وبناء علاقات اجتماعية والتمتع بالصحة الجسمية والصحة النفسية وغيرها من الجوانب التي جمعها علماء النفس في مفهوم جودة الحياة .                         
هذا المصطلح الذي يعتبر بؤرة إهتمام علم النفس الايجابي حيث لم يدخل علم النفس الايجابي المسار الأكاديمي لمجال علم النفس باعتباره أحد فروعه إلا في سنة 1998 مما يؤكد حداثة تناول مفهوم جودة الحياة .كما أن تعريف مفهوم جودة الحياة اختلف باختلاف الابعاد المحددة له من وجهة نظر مختلف التوجهات النظرية حيث تعرف جودة الحياة من خلال منظمة الصحة العالمية 1995 بأنها إدراك الفرد لوضعه في الحياة في سياق الثقافة وأنساق القيم التي يعيش فيها ومدى تطابق أو عدم تطابق ذلك مع :أهدافه ،توقعاته ،قيمه، وإهتماماته المتعلقة بصحته البدنية ،حالته النفسية ،مستوى إستقلاليته ،علاقاته الإجتماعية ،إعتقاداته الشخصية ،وعلاقته بالبيئة بصفة عامة وبالتالي فإن جودة الحياة بهذا المعنى تشير إلى تقييمات الفرد الذاتية لظروف حياته.                                       
_ باعتبار التحليل العاملي بدوريه المختلفين دور الاستطلاع أو الاستكشاف لطبيعة البنية التي تربط بين متغيرات متعددة ودور إختبار الفروض حيث يسمى الأول التحليل العاملي الاستكشافي أما الثاني فيسمى التحليل العاملي التوكيدي و أهداف الدراسة الحالية تقتضي إستعمال النوعين معا.                                                
الإشكالية :
يعتبر مفهوم جودة الحياة في علم النفس من المفاهيم الحديثة التي تم تناولها وفق أبعاد مختلفة ،هذا الإختلاف في الطرح أدى إلى إختلاف في بناء مقاييس جودة الحياة من حيث الابعاد المكونة للمقياس مما نتج عنه هدر لجهود الباحثين ووقتهم في تكرار العديد من المحاولات لبناء مقياس لجودة الحياة .وفي محاولة لتوفير صلاحية مقياس معين لغرض استخدامه في بيئة أخرى غير التي ظهر بها تحاول هذه الدراسة الوصول إلى البناء العاملي الاستكشافي ومن ثم  البناء العاملي التوكيدي للمقياس المئوي لجودة الحياة الصادر عن منظمة الصحة العالمية ،حيث تم إعداد المقياس إلى اللغة العربية من خلال دراسة أحمد حسانين أحمد محمد 2011على المجتمع الليبي .                                                  
كما استعمل المقياس في البيئة الجزائرية في دراسة جودة الحياة لدى المسنين والمتقاعدين من طرف الباحث بشير معمرية 2015 بعد التحقق من خصائصه السيكومترية ويتم من خلال هذه الدراسة محاولة الإجابة عن التساؤلات التالية:_                                                                       
1_ ماهو البناء العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باستخدام التحليل العاملي الاستكشافي .
2_ ماهو البناء العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باستخدام التحليل العاملي التوكيدي .
3_ مالفرق بين البناء العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باستخدام التحليل العاملي الاستكشافي والتحليل العاملي التوكيدي .     
4_ هل يختلف التحليل العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باختلاف السن.
5_ هل يختلف التحليل العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باختلاف الجنس.
6_  هل يختلف التحليل العاملي للمقياس المئوي لجودة الحياة باختلاف المستوى التعليمي.
4_ تحديد مفاهيم الدراسة :
البناء العاملي: هو مجموعة العوامل الافتراضية الكامنة خلف مجموعة من المفردات الاختبارية أو المقاييس أو المتغيرات بصفة عامة ، ويعتبر شكل من أشكال صدق البناء يتم التوصل إليه من خلال التحليل العاملي .                                                                                     
التحليل العاملي: هو أسلوب رياضي يمثل عددا كبيرا من العمليات والمعالجات الرياضية في تحليل الارتباطات واختزالها في عدد أقل من المتغيرات.                                                       
التحليل العاملي الاستكشافي : هو استقرائي في جوهره ويهدف إلى إكتشاف المجموعة المثلى التي يمكن أن تتضمن المتغيرات الكامنة ودون إعتبار مسبق لصياغة فروض أي يكشف عن إمكانية إختزال هذه البيانات في عدد محدود من العوامل .                                                                 
التحليل العاملي التوكيدي : هو نوع من التحليلات الاحصائية المتقدمة التي تستخدم للملاءمة بين مجموعة البيانات وما يقابلها في النموذج المفترض للحصول على أفضل توافق بينهما .                        
المقياس المئوي لجودة الحياة :هو مقياس تم إعداده من طرف منظمة الصحة العالمية عام 1991 من خلال 15 مركزا ميدانيا وعبر 12 لغة مختلفة وتم إختيار أفضل مئة (100) بند من بين 235 وسميت هذه الصيغة المقياس المئوي لنوعية الحياة ويتكون المقياس من ستة مجالات أساسية تحتوي على أربعة وعشرين بعدا 24 أو مقياسا فرعيا وهي :                                                              
1_المجال الجسمي 2_ المجال النفسي 3_مجال الاستقلال 4_ مجال العلاقات الاجتماعية 5_ المجال البيئي 6_ المجال الديني بالإضافة إلى أربعة بنود تقيس جودة الحياة بصفة عامة .                       
تم تعريب المقياس من طرف الباحث أحمد حسانين أحمد محمد 2011 حيث قام بحساب شروطه السيكومترية على عينات من المجتمع الليبي.
جودة الحياة:                                                        
هي إدراك الفرد لوضعه المعيشي في سياق أنظمة الثقافة والقيم في المجتمع الذي يعيش فيه ، وعلاقة هذا الادراك بأهدافه وتوقعاته ومستوى إهتمامه .                                                                      
5_ أهمية وأهداف الدراسة :
1.تهدف الدراسة الحالية إلى كشف وإستقصاء البنية العاملية للمقياس المئوي لجودة الحياة ذلك أن الباحثة لم تجد أي دراسة عربية تناولته رغم تناول بعض الدراسات لمجموعة من مؤشرات الصدق و الصلاحية لهذا المقياس .                                                                                        
2.تزويد الباحث العربي بأداة قياس عالمية وصالحة لبيئته لمفهوم جودة الحياة ومن ثم توفير جهده ووقته في بناء مقياس جديد.                                                                                
3. تقديم دراسة تطبيقية حول الاسس المنهجية للتحليل العاملي التوكيدي والاستكشافي في اكتشاف العوامل في هذا المقياس واختيار العوامل التي بني وفق افتراضها.                                      
6. الدراسات السابقة :
6_1.دراسة أحمد حسانين أحمد محمد (2011) الخصائص القياسية   للمقياس المئوي لجودة الحياة *دراسة على عينة من المجتمع الليبي*
6_2. دراسة بشير معمرية 2015 جودة الحياة لدى المتقاعدين والمسنين وفق المقياس المئوي لمنظمة الصحة العالمية *بحث ميداني على عينة من المجتمع الجزائري*                                    
7_ تصور الاطار النظري للدراسة :                  
يظهر للباحثة أن الجانب النظري لهذه الدراسة يستدعي فصل تمهيدي بالاضافة إلى فصل يتم فيه عرض الجانب النظري لمتغير جودة الحياة وفصل آخر يتم فيه تناول الاطار النظري للبناء العاملي ،بالاضافة إلى الجانب التطبيقي أين يتم تطبيق المقياس على عينة البحث الأساسية ،وأخيرا فصل عرض ومناقشة النتائج.                                                                                               
8_ الجانب المنهجي:


طبيعة الموضوع تفرض إتباع المنهج الوصفي التحليلي وإختيار عينة لا تقل عن 150 فرد ويستعمل المقياس المئوي لجودة الحياة في هذه الدراسة حيث يتم تطبيقه على العينة البحثية ومن ثم تفريغ البيانات المتحصل عليها في البرامج الاحصائية المخصصة للتحليل العاملي.                                    

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله اود التعرف اكثر عن نظام نيل درجة الدكتوراه في جامعتكم الموقرة يمكن التواصل على اميل ( Y.ABURAS@YAHOO.COM ) يوسف ابوراس - فلسطين

    ردحذف

إرسال تعليق